وعد || مصر
كثيرا ما تمر بنا قصص وأخبار لشخصيات تاريخية مشهورة أثناء المطالعة في كتب
التاريخ و التراجم، أو أثناء الاستماع الى المحاضرات والدروس، أو في غيرها
من المواضع.. ولعل معظم الناس اليوم يستقي معلوماته ويبني دينه ويكونه
معتمدا على وسائل الاعلام المختلفة من دون النظر الى خلفية المنتج او الهدف
الحقيقي للرسالة فيسقط في مستنقع التنصير أو التهويد أو التفريس من حيث لا
يشعر.. ويأتي في مقدمة هذه الوسائل التلفاز وما يعرض على شاشاته من برامج
وأفلام ومسلسلات وقصص وأخبار وغيرها من الأمور.
وللخروج من الأطار العام الى الأطار الخاص، يتناول هذا السرد ان شاء الله تعالى أخطر تسعة أخطاء متعمدة روج لها المخرج النصراني يوسف جبرائيل شاهين في فيلم الناصر صلاح الدين. ورغم مرور خمسة عقود على انتاج هذا الفيلم، الا ان الأفكار الخبيثة التي دسها هذا المخرج الصليبي متفشية بين المسلمين لغاية اليوم. فكيف لا وهو يستهدف شخصية تاريخية اذاقت الصليبيين الولايات وحررت بيت المقدس وبلاد المسلمين وهو شخصية القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله.
1. يظهر في مطلع الفيلم لاجئين مسلمين من بيت المقدس وهم بانتظار التحرير. ودوافع هذا المشهد كثيرة كأخفاء الجرائم الصليبية وكذلك لجر عاطفة المشاهد منذ اللحظات الأولى للفيلم. وفي الواقع لم ينجوا احدا من المسلمين في بيت المقدس من بطش الصليبيين الحاقدين. كانت الحملة الصليبية الأولى، والتي بدأت سنة 488هـ من قبل البابا أوربان الثاني، تحمل دعوى استعادة السيطرة على بيت المقدس من المسلمين. أسفرت هذه الحملة عن احتلال بيت المقدس في الثالث عشر من جمادى الاخر سنة 492هـ، وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، مثل امارة الرها (بين الموصل والشام)، وإمارة أنطاكية (شمال غرب بلاد الشام)، وطرابلس بالشام. وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ، أرتكب الصليبيون مجزرة مروعة قتل فيها تقريبا جميع سكان بيت المقدس. حاول عدد من المسلمين الهرب باتجاه المسجد الاقصى، الا ان ذلك لم يمنع الصليبيين من قتلهم وذبحهم. وحول هذه المجزرة التي راح ضحيتها 70 الفا من المسلمين في بيت المقدس تقول المصادر التاريخية الغربية بان "عمليات الذبح كانت كبيرة جدا وبدأت بعد الظهر واستمرت مساءا لغاية صباح اليوم التالي لدرجة ان الدم وصل الى كواحل رجالنا". وبحسب رسالة لفوشيه شارتر وهو أحد المقاتلين الصليبيين خلال هذه الحملة يقول فيها: "رأيت أقدامنا ملونة للكاحلين وأكثر من ذلك فلم نترك منهم أحدا على قيد الحياة، لا من نسائهم ولا من أطفالهم". ويشرح ابن تغري بردي كيف خرجت عساكر المسلمين في العراق وبلاد الشام لصد زحف الصليبيين: "كل ذلك وعساكر مصر لم تُهيّأ للخروج"! والسبب؟! كانت مصر تحت الاحتلال الفاطمي الشيعي الرافضي والذي ربطهم تحالف مع الصليبيين مقابل محاربة اعدائهم السلاجقة السُنة. وحول ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله عن الرافضة: "فَهُم يُوالُونَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ الَّذِيْنَ يَعْرِفُ كُل أَحَدٍ مُعادَاتِهِم مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمُشْرِكِيْنَ، وَيُعَادُونَ أَوْلِيَاءَ اللهِ الَّذِيْنَ هُم خِيَارُ أَهْلِ الدِّيْنِ، وَسَادَاتِ المُتَّقِيْنَ ... وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الأَسبَابِ فِي اسْتيلاَءِ النَّصَارَى قَدِيْماً عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم".
2. القائد عيسى العوام: لم يكن قائدا نصرانيا، وانما كان غواصا مسلما، حارب مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، وتوفي غريقًا على شواطئ عكا. يروي قصته القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" أيام محنة عكا أي حصار عكا وأورد قصته أيضا صاحب كتاب " تذكير النفس بحديث القدس 1/378 – 379"، فيقول : "ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن (عواماً مسلما) كان يقال له عيسى، وكان يدخل إلى البلد - يعني عكا أثناء حصار الفرنج لها - بالكتب والنفقات على وسطه - أي يربطه على وسطه - ليلاً على غرة من العد، وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس، فيها ألف دينار وكتب للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه، وأبطأ خبره عنا، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير، فاستشعر الناس هلاكه، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً، فافتقدوه - أي تفقدوه - فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب، وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته، إلا هذا الرجل. وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب أيضاً.
3. الصليب: محاولة ابراز الصليب على صدر القائد المسلم عيسى العوام وقرع اجراس الكنائس والاحتفال براس "السنة الميلادية". وفي الواقع تنص الصحيفة العمرية للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي وقعها مع بطريريك القدس صفرونيوس سنة 15 هجرية حول الوجود النصراني في الديار الاسلامية: "ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين.. ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً.. ولا يخرجوا شعانين". وهذه الأمور الثلاثة من بين أكثر من ثمانية وعشرين بندا ركز عليها الفيلم عكسيا لاهداف نصرانية صليبية بحتة. اما الاحتفال براس السنة الميلادية فيقول بحث لدائرة معارف الكتاب العالمي البريطانية: "أسس الحاكم الروماني يوليوس قيصر، ألاول من يناير كانون الثاني كعيد لرأس السنة في 46 قبل الميلاد. وكرسَ الرومان هذا العيد للاله يانوس، اله البوّابات والأبواب والبدايات. وشهر يناير كانون الثاني سمّي بأسم يانوس الذي كانَ له وجهان: " الواحد ينظر الى الأمام والاخر ينظر الى الوراء". لذلك فان اصل عيد رأس "السنة الميلادية" وثني بامتياز كما انه لم يذكر عنه شيئا في الأنجيل. فكيف سيحتفل المسلمين مع النصارى في بيت المقدس بهذا الأحتفال الوثني؟ فعن حديث أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن تيمية. فأي عيد ما عدا عيدي الفطر والاضحى فهو باطل في الاسلام.
4. والي عكا القائد بهاء الدين قراقوش: لم يكن خائنا لدينه او لعكا، بل على العكس كان القائد بهاء الدين قراقوش، أحد قادة صلاح الدين المقربين، حيث عُرف بشجاعته وبسالته، والذي استمال في الدفاع عن عكا طوال عامين، حاصرها خلالهم بشدة قوات الصليبيين، ويذكر عنه القاضي بهاء الدين أنه فاجئ القوات وخرج بجنوده من القلعة المحاصرة، ودارت موقعة شهيرة قتل خلالها 70 فارسًا وأسر الكثير. وقع أسيرًا في أيدي الصليبيين، وافدى نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ، ففرح به القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله فرحا شديدا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الاسلام والمسلمين، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعـه فأذن له. وكلفه القائد صلاح الدين الايوبي ببناء العديد من القلاع والحصون منها قلعة صلاح الدين بالقاهرة وبناء القناطر الخيرية وتوفى في القاهرة سنة 597 هجرية.
5. اقدام ريتشارد الأول ملك انجلترا والمُلقب بـ"قلب الأسد" على قتل سبعين أسير عربي بعد استيلائه على عكا، اثر وشاية بأن صلاح الدين الأيوبي قتل السفراء الصليبيين ورفض الهدنة، ولكن الحقيقة التاريخية تقول أن ريتشارد استبقى 2700 أسيرًا كرهائن ضد صلاح الدين، للوفاء بجميع شروط الاستسلام، وقد خشى أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، فأمر بإعدامهم جميعا.
6. لم يدخل ريتشارد الأول في التفاوض مع القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله الا بعد فشل محاولاته باحتلال مصر، وكان هدف هذه المحاولات اجبار القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله للتخلي عن فكرة تحرير بيت المقدس وهو ما لم يحدث.
7. لم يبارز القائد صلاح الدين الايوبي الامير الصليبي المتغطرس أرناط الفرنسي عندما أسر، بل قامَ بقطع رأسه. بعد معركة حطين المباركة سنة 583 هجرية، والتي تكللت بانتصار كبير على الصليبيين اعداء الاسلام والمسلمين، أمر القائد صلاح الدين رحمه الله باحضار الملك غي دي لوزينيان والامير أرناط الى خيمته، ولما مثلوا أمامه قدم للملك شراب الجلاب (الزبيب) المثلج، فشربها الملك وكان على أشد حال من العطش بعد الأسر، ثم ناولها لارناط، فقال صلاح الدين رحمه الله للترجمان: "انما ناولتك، ولم اذن لك ان تسقيه، هذا لا عهد له عندي". وذلك كون العادة السائدة كانت أنه لو شرب الأسير أو أكل من مال من أسرة أمن، وكان صلاح الدين رحمه الله قد نذر أنه لو ظفر بأرناط قتله بعد ان قتل من المسلمين عددا كبيرا. بعد ذلك أمر صلاح الدين رحمه الله باحضار بعض الطعام للملك غي، وما أن انتهى حتى أمر باحضار أرناط وأوقفه بين يديه ثم قال له: "نعم أنا أنوب عن رسول الله مُحمد صلى الله عليه وسلم في الانتصار لأمته". ودعاه الى اعتناق الاسلام، فرفض وقال ما يتضمن الاستخفاف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فسلّ صلاح الدين رحمه الله سيفه وقطع عنق أرناط، وأمسكه الجنود وأخرجوا جثته النجسة ورموها على باب الخيمة.
8. نسب صلاح الدين الأيوبي: فقد لٌقب خلال أحداث الفيلم بـ "سلطان العرب" والصحيح هو "سلطان المسلمين". وتوسعت دولته الاسلامية لتشمل بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر واليمن والحجاز واجزاء اخرى من شمال افريقيا.
9. الاباحية: حاولَ المخرج النصراني ترويج الفساد والافساد بـ"مسميات غرامية" ضمن أطار وقالب نصراني بحت هدفه الأول والأخير التنصير. وبصورة عامة يعد يوسف جبرائيل شاهين صاحب أكبر موسوعة رذيلة وشذوذ في تاريخ التلفاز.
وللخروج من الأطار العام الى الأطار الخاص، يتناول هذا السرد ان شاء الله تعالى أخطر تسعة أخطاء متعمدة روج لها المخرج النصراني يوسف جبرائيل شاهين في فيلم الناصر صلاح الدين. ورغم مرور خمسة عقود على انتاج هذا الفيلم، الا ان الأفكار الخبيثة التي دسها هذا المخرج الصليبي متفشية بين المسلمين لغاية اليوم. فكيف لا وهو يستهدف شخصية تاريخية اذاقت الصليبيين الولايات وحررت بيت المقدس وبلاد المسلمين وهو شخصية القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله.
1. يظهر في مطلع الفيلم لاجئين مسلمين من بيت المقدس وهم بانتظار التحرير. ودوافع هذا المشهد كثيرة كأخفاء الجرائم الصليبية وكذلك لجر عاطفة المشاهد منذ اللحظات الأولى للفيلم. وفي الواقع لم ينجوا احدا من المسلمين في بيت المقدس من بطش الصليبيين الحاقدين. كانت الحملة الصليبية الأولى، والتي بدأت سنة 488هـ من قبل البابا أوربان الثاني، تحمل دعوى استعادة السيطرة على بيت المقدس من المسلمين. أسفرت هذه الحملة عن احتلال بيت المقدس في الثالث عشر من جمادى الاخر سنة 492هـ، وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، مثل امارة الرها (بين الموصل والشام)، وإمارة أنطاكية (شمال غرب بلاد الشام)، وطرابلس بالشام. وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ، أرتكب الصليبيون مجزرة مروعة قتل فيها تقريبا جميع سكان بيت المقدس. حاول عدد من المسلمين الهرب باتجاه المسجد الاقصى، الا ان ذلك لم يمنع الصليبيين من قتلهم وذبحهم. وحول هذه المجزرة التي راح ضحيتها 70 الفا من المسلمين في بيت المقدس تقول المصادر التاريخية الغربية بان "عمليات الذبح كانت كبيرة جدا وبدأت بعد الظهر واستمرت مساءا لغاية صباح اليوم التالي لدرجة ان الدم وصل الى كواحل رجالنا". وبحسب رسالة لفوشيه شارتر وهو أحد المقاتلين الصليبيين خلال هذه الحملة يقول فيها: "رأيت أقدامنا ملونة للكاحلين وأكثر من ذلك فلم نترك منهم أحدا على قيد الحياة، لا من نسائهم ولا من أطفالهم". ويشرح ابن تغري بردي كيف خرجت عساكر المسلمين في العراق وبلاد الشام لصد زحف الصليبيين: "كل ذلك وعساكر مصر لم تُهيّأ للخروج"! والسبب؟! كانت مصر تحت الاحتلال الفاطمي الشيعي الرافضي والذي ربطهم تحالف مع الصليبيين مقابل محاربة اعدائهم السلاجقة السُنة. وحول ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله عن الرافضة: "فَهُم يُوالُونَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ الَّذِيْنَ يَعْرِفُ كُل أَحَدٍ مُعادَاتِهِم مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمُشْرِكِيْنَ، وَيُعَادُونَ أَوْلِيَاءَ اللهِ الَّذِيْنَ هُم خِيَارُ أَهْلِ الدِّيْنِ، وَسَادَاتِ المُتَّقِيْنَ ... وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الأَسبَابِ فِي اسْتيلاَءِ النَّصَارَى قَدِيْماً عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم".
2. القائد عيسى العوام: لم يكن قائدا نصرانيا، وانما كان غواصا مسلما، حارب مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، وتوفي غريقًا على شواطئ عكا. يروي قصته القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" أيام محنة عكا أي حصار عكا وأورد قصته أيضا صاحب كتاب " تذكير النفس بحديث القدس 1/378 – 379"، فيقول : "ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن (عواماً مسلما) كان يقال له عيسى، وكان يدخل إلى البلد - يعني عكا أثناء حصار الفرنج لها - بالكتب والنفقات على وسطه - أي يربطه على وسطه - ليلاً على غرة من العد، وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس، فيها ألف دينار وكتب للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه، وأبطأ خبره عنا، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير، فاستشعر الناس هلاكه، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً، فافتقدوه - أي تفقدوه - فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب، وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته، إلا هذا الرجل. وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب أيضاً.
3. الصليب: محاولة ابراز الصليب على صدر القائد المسلم عيسى العوام وقرع اجراس الكنائس والاحتفال براس "السنة الميلادية". وفي الواقع تنص الصحيفة العمرية للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي وقعها مع بطريريك القدس صفرونيوس سنة 15 هجرية حول الوجود النصراني في الديار الاسلامية: "ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين.. ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً.. ولا يخرجوا شعانين". وهذه الأمور الثلاثة من بين أكثر من ثمانية وعشرين بندا ركز عليها الفيلم عكسيا لاهداف نصرانية صليبية بحتة. اما الاحتفال براس السنة الميلادية فيقول بحث لدائرة معارف الكتاب العالمي البريطانية: "أسس الحاكم الروماني يوليوس قيصر، ألاول من يناير كانون الثاني كعيد لرأس السنة في 46 قبل الميلاد. وكرسَ الرومان هذا العيد للاله يانوس، اله البوّابات والأبواب والبدايات. وشهر يناير كانون الثاني سمّي بأسم يانوس الذي كانَ له وجهان: " الواحد ينظر الى الأمام والاخر ينظر الى الوراء". لذلك فان اصل عيد رأس "السنة الميلادية" وثني بامتياز كما انه لم يذكر عنه شيئا في الأنجيل. فكيف سيحتفل المسلمين مع النصارى في بيت المقدس بهذا الأحتفال الوثني؟ فعن حديث أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن تيمية. فأي عيد ما عدا عيدي الفطر والاضحى فهو باطل في الاسلام.
4. والي عكا القائد بهاء الدين قراقوش: لم يكن خائنا لدينه او لعكا، بل على العكس كان القائد بهاء الدين قراقوش، أحد قادة صلاح الدين المقربين، حيث عُرف بشجاعته وبسالته، والذي استمال في الدفاع عن عكا طوال عامين، حاصرها خلالهم بشدة قوات الصليبيين، ويذكر عنه القاضي بهاء الدين أنه فاجئ القوات وخرج بجنوده من القلعة المحاصرة، ودارت موقعة شهيرة قتل خلالها 70 فارسًا وأسر الكثير. وقع أسيرًا في أيدي الصليبيين، وافدى نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ، ففرح به القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله فرحا شديدا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الاسلام والمسلمين، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعـه فأذن له. وكلفه القائد صلاح الدين الايوبي ببناء العديد من القلاع والحصون منها قلعة صلاح الدين بالقاهرة وبناء القناطر الخيرية وتوفى في القاهرة سنة 597 هجرية.
5. اقدام ريتشارد الأول ملك انجلترا والمُلقب بـ"قلب الأسد" على قتل سبعين أسير عربي بعد استيلائه على عكا، اثر وشاية بأن صلاح الدين الأيوبي قتل السفراء الصليبيين ورفض الهدنة، ولكن الحقيقة التاريخية تقول أن ريتشارد استبقى 2700 أسيرًا كرهائن ضد صلاح الدين، للوفاء بجميع شروط الاستسلام، وقد خشى أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، فأمر بإعدامهم جميعا.
6. لم يدخل ريتشارد الأول في التفاوض مع القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله الا بعد فشل محاولاته باحتلال مصر، وكان هدف هذه المحاولات اجبار القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله للتخلي عن فكرة تحرير بيت المقدس وهو ما لم يحدث.
7. لم يبارز القائد صلاح الدين الايوبي الامير الصليبي المتغطرس أرناط الفرنسي عندما أسر، بل قامَ بقطع رأسه. بعد معركة حطين المباركة سنة 583 هجرية، والتي تكللت بانتصار كبير على الصليبيين اعداء الاسلام والمسلمين، أمر القائد صلاح الدين رحمه الله باحضار الملك غي دي لوزينيان والامير أرناط الى خيمته، ولما مثلوا أمامه قدم للملك شراب الجلاب (الزبيب) المثلج، فشربها الملك وكان على أشد حال من العطش بعد الأسر، ثم ناولها لارناط، فقال صلاح الدين رحمه الله للترجمان: "انما ناولتك، ولم اذن لك ان تسقيه، هذا لا عهد له عندي". وذلك كون العادة السائدة كانت أنه لو شرب الأسير أو أكل من مال من أسرة أمن، وكان صلاح الدين رحمه الله قد نذر أنه لو ظفر بأرناط قتله بعد ان قتل من المسلمين عددا كبيرا. بعد ذلك أمر صلاح الدين رحمه الله باحضار بعض الطعام للملك غي، وما أن انتهى حتى أمر باحضار أرناط وأوقفه بين يديه ثم قال له: "نعم أنا أنوب عن رسول الله مُحمد صلى الله عليه وسلم في الانتصار لأمته". ودعاه الى اعتناق الاسلام، فرفض وقال ما يتضمن الاستخفاف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فسلّ صلاح الدين رحمه الله سيفه وقطع عنق أرناط، وأمسكه الجنود وأخرجوا جثته النجسة ورموها على باب الخيمة.
8. نسب صلاح الدين الأيوبي: فقد لٌقب خلال أحداث الفيلم بـ "سلطان العرب" والصحيح هو "سلطان المسلمين". وتوسعت دولته الاسلامية لتشمل بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر واليمن والحجاز واجزاء اخرى من شمال افريقيا.
9. الاباحية: حاولَ المخرج النصراني ترويج الفساد والافساد بـ"مسميات غرامية" ضمن أطار وقالب نصراني بحت هدفه الأول والأخير التنصير. وبصورة عامة يعد يوسف جبرائيل شاهين صاحب أكبر موسوعة رذيلة وشذوذ في تاريخ التلفاز.